
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته سؤالي عن تغطية الوجه في الخارج حيث أني مع زوجي وبنتي في كندا للدراسة وزوجي يفرض علي النقاب لأجل زملاءه ويقول كشف الوجه قول شاذ ، وأنا أتحرج كثيراً وأجد مشقة في ذلك بحيث أنه لايوجد أي فتاه هناك تقوم بتغطية وجهها الجميع يرتدي الحجاب سواء من جنسيات عربيه وحتى زميلاتي يكتفين بتغطية الشعر .
وأجد صعوبة في التعامل مع الناس ، الجميع ينظر إلي و يتلفظون على بكلمات لا أفهمها ..
أخاف على نفسي ومعي طفلة صغيرة .. هل يجوز لي أن أكشف وجهي في ذللك الوسط من غير تبرج أضع الحجاب وارتدي قميص طويل الأكمام ويغطي جسمي أرجو الاجابة؟ زوجة مبتعث
الله عز وجل لطيف بعباده عليم بمصلحتهم ولا يشرع لنا إلا ما فيه المصلحة في الدنيا والآخرة وإن جهلناها أو غفلنا عنها .
وتغطية الوجه والكفين واجبة بإجماع الأمة إن وجدت الفتنة ومختلف في وجوبها مع أمن الفتنة كما هو الوضع في الدول الغربية في العادة والقول بكشف الوجه في حال أمن الفتنة ليس شاذاً ولا مهجوراً –كما في السؤال- بل له حظ من النظر والدليل ، وقال به أئمة أعلام من السلف والخلف وينسب لجمهور الفقهاء ، ولكن الأحوط هو تغطية الوجه وقد بينا ذلك وأدلته على الرابط لباس المرأة في الخارج و ألوان الحجاب وعدم لفت الانتباه...
ومن اقتنعت بالقول الآخر بأدلته وتراه هو الصواب الذي تدين الله به ؛ فعليها الالتزام ببقية الأحكام التي ينص عليها الفقهاء القائلون بجواز كشف الوجه إذا أمنت الفتنة ومن ذلك :
1. عدم التبرج ووضع شيء من المكياج والزينة ومواد التجميل أياً كانت في الوجه أو اليدين فكشف الوجه لا يعني ملؤه بالمكياج ، وكشف اليدين لا يعني أن تطيل أظافرها، وتصبغها، وإنما تخرج محتشمة غير متزينة ولا متبرجة .
2. يجب تغطية بقية البدن كاملاً كالرقبة ومنابت الشعر ونحو ذلك.
3. تغطية بقية البدن باللباس الساتر بحيث لا يكون شفافاً ولا ضيقاً ولا يكون زينة في نفسه.
وإذا كان زوجك يأمرك بذلك من أجل زملائه فقط فهو مخطئ ، بل عليه أن يأمرك لأن الله من فوق سبع سماواته قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمر أمهات المؤمنين ونساء المؤمنين بذلك يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين
وعلينا أن نتنبه لأحد أشهر ألاعيب الشيطان وهي تخويف المؤمن من أن طاعته لله ستجلب له المتاعب والسوء فهو يخوف المجاهدين من بأس الكفار إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه يعني يخوفكم بأوليائه ، ويخوف المنفق في سبيل الله بالفقر الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ، ويخوف المحتشمة الملتزمة بحجابها بالإيذاء ونحو ذلك .
وإذا اقتنع المرء وتوهم شيئا من ذلك وصار يفكر فيه كثيراً ؛ بات يفسر نظرات الناس العابرة وطريقة حديثهم وإشاراتهم غير المقصودة بمبالغة ليست حقيقية .
ولا يسلم المسلم في العادة من أذى الكفار قل أو كثر كما قال تعالى (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراًوَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) فلا بد من أذى في الأموال والأنفس ، ولا بد من صبر ومقاومة وعزيمة فهذا طريق الجنة وقد حفت الجنة بالمكاره .
وحتى من تلبس حجاب الرأس فقط تنال قدراً من الأذى ، وما قصة مروة الشربيني رحمها الله عنا ببعيد ، ولو استرسل المسلم وخشي من كل مضايقة لم يتمسك بشيء من دينه ، وحتى لو فعل ذلك -عياذاً بالله- فإنه لن يسلم من المضايقات بسبب لون بشرته وعرقه .
ويمكن تخفيف تلك المضايقات بلبس ألوان وأشكال من الحجاب ساترة وغير ملفتة .
ومن العجب أن تكون المرأة الفاجرة شبه العارية معتزة بما تفعل لا يهمها نظرات الاستغراب وسهام الانتقاد وهي على الباطل بينما العفيفة المحتشمة تخشى نظرات الناس وأقاويلهم وإشاراتهم !!
فكوني معتزة بحجابك وحشمتك ودينك واحمدي الله على النعمة التي أنت فيها.
أما إن وجدت مضايقات حقيقية وملموسة وليست مجرد شكوك وظنون ، فإن لكل حالة حكم يخصها ... وفقك الله وأعانك ويسر لك أمورك وحفظك وابنتك وزوجك من كل مكروه وأعادكم إلى بلادكم سالمين .