حكم الصلاة بقميص فيه صورة

السلام عليكم ورحمة الله

 ما حكم لبس قميص أو تي شيرت فيه صورة ذوات أرواح وما حكم الصلاة فيها  هل هي صحيحة أو باطلة؟

السؤال يتضمن قضيتين الأولى حكم لبس ما فيه صور لذوات الأرواح ، والثانية حكم الصلاة فيها .

أما حكم لبس ما فيه صورة فقد اختلف أهل العلم في ذلك لاختلافهم هل اللبس فيه معنى الإهانة للصورة وعدم التعظيم لها فتكون من باب الصور الجائزة  كاالوسائد والبسط أو هي من باب المعلق والمكرم فتلحق بالستور والصور المعلقة التي هتكها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنعها .

فذهب جمهور أهل العلم إلى كراهة لبس ما فيه صورة ، لأن اللبس في شيء من الإهانة وعدم التعظيم فتلحق بما أذن فيه الشارع من الصور المهانة كما فعلت عائشة لما هتك رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر الذي فيه تصاوير قالت رضي الله عنها :  فجعلته وسائد ( مسلم 2107).

قال الحنفية وتزول الكراهة إذا لبس فوقها ما يغطيها .

وذهب آخرون إلى تحريمها وهو المعتمد من مذهب الحنابلة لأن اللبس ليس فيه معنى الإهانة .

وهذا فيما إذا كانت الصورة كاملة ، فإن كانت ناقصة لا تقوم الحياة بمثلها  فالجمهور على جوازها إلا إن كان المتبقي هو الرأس فالأقرب المنع منها لقول ابن عباس رضي الله عنه الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فليس بصورة (سنن البيهقي 14357).

وعلى هذا فيمكن أن يقال :

  1. الملابس المحتوية على صورة مكبرة على الصدر أو الظهر إن كانت كاملة أو الرأس فقط يمنع منها لأنه ليس فيها معنى الإهانة والصورة الرأس كما قال ابن عباس رضي الله عنه .
  2. الملابس التي تحتوي على الصور الصغيرة غير واضحة المعالم  يتساهل فيها لأنها من قبيل المهان وقد استثنى الحنفية الصور الصغيرة عموما من المنع .
  3. الملابس التي تحمل صوراً لا تقوم الحياة بمثلها وليس فيها الرأس يجوز لبسها واستخدامها على الأصل.
  4. لا يجوز لبس مافيه صورة ولو غير كاملة لأحد رموز الانحراف كالمغنين وأمثالهم.

أما حكم الصلاة فصحيحة حتى ولو كانت الملابس محتوية على صورة لا يجوز لبسها فإن الصلاة صحيحة مع الإثم بلبسه الصورة لانفكاك جهة التحريم عن الصلاة .

وينبغي للمسلم أن يبعد كل الأسباب المشغلة له في الصلاة كما روت عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي وفي رواية كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتنني  (البخاري 366)

وأن يلبس للصلاة أحسن ثيابه وأشرفها كما قال تعالى يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد يعني عند كل صلاة ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.