
مشكلتي كبيرة فأنا أحد الطلاب المبتعثين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقد بحثت عن الطلاب العرب من بلدي في المعهد فوجدتهم إلا من رحم الله يشربون الخمر وأنصحهم بدون جدوى وأخاف على نفسي من الوقوع في المحرم بسببهم فهل أهجرهم أم ماذا ؟ وقد صليت خلف أحدهم مرة فهل صلاتي خلفه صحيحة وهو يشرب الخمر ... أفتونا مأجورين؟ سالم – الولابات المتحدة الأمريكية
أسأل الله لك الحفظ والرعاية والسلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
وينبغي لك البحث عن الصحبة الصالحة وهي موجودة في كل مكان في الجامع والمسجد والمركز الإسلامي ولا تخلوا مدينة من ذلك مهما صغرت بحمد الله سواء كانوا من بلدك أو من أي بلاد في الدنبا (إنما المؤمنون إخوة).
ولا يلزم أن يكونوا في معهدك وبجوارك ، والبحث عنهم أعظم وأكثر أهمية من البحث عن مطعم مناسب ، أوبقالة تبيع المعلبات العربية ،أو معلم سياحي مشهور في المدينة .
أما ما ذكرته من انحراف بعض الشباب نسأل الله العافية والسلامة والهداية للجميع ...
فينبغي عليك تجاه ذلك عدة أمور:
- يجب عليك دعوتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتذكيرهم بالله ولا تقل لست بعالم ولا طالب علم فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول بلغوا عني ولو آية وهو من أعظم ما يحفظك من تلك الشرور، فذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يشربها في الآخرة(مسلم 6/100) وقوله من مات وهو يشرب الخمر كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال (مسلم 6/100) وهي عصارة أهل النار وقيحهم وصديدهم عياذا ً بالله.
- إذا كانت مزاملتك لهم ستؤثر عليك سلباً فينبغي عليك الابتعاد عنهم ، والسلامة لا يعدلها شيء.
- يحرم عليك البقاء معهم وهم يتناولون أم الخبائث فقد قال رسول اله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار فيها الخمر(الترمذي 2801)
- الجأ إلى الله بالدعاء الصادق أن يحفظك من تلك الفتن ، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين وأن يثبت قلبك على طاعته وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها أن تقول يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك وأصلح لي شأني كله (المستدرك 2000) وكان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقالت أم سلمة ما أكثر دعائك يا قلب القلوب ثبت قلبي على دينك؟ فقال صلى الله عليه وسلم ياأم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ (الترمذي3522)
- أشغل نفسك بأمور دينك ودنياك (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) فلا تفتح للفراغ فرصة إلا ملأتها ، فاجتهد في دراسة اللغة والتخصص الذي سافرت من أجله بكل الوسائل واقرأ واطلع وحاور ،وادع إلى الإسلام بما تستطيع ، ولا تنس وردك اليومي من القرآن – ولو كنت لا تحرص عليه قبل سفرك- فإن الإنسان إنما يتنبه لأهمية درعه وحصنه إذا خاف العدو المتربص ، وداوم على الصلوات في وقتها ومع الجماعة ما أمكن (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ).
- قد عاش كثير من المسلمين في أسوأ من تلك الظروف وفوق ذلك أوذوا وابتلوا في أموالهم وأهليهم وأنفسهم فصبروا وثبتوا فأعقبهم الله خيراً ونوراً وتوفيقاً ، وما هذا الذي تراه إلا ابتلاء من الله لك ليميز الخبيث من الطيب ويختبر صدق إيمانك ..فاحمد الله على نعمته عليك بالهداية واسأله الثبات عليها ولا تغتر بنفسك وادع الله لإخوانك بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله.
وبالنسبة للصلوات التي صليتها خلف من يشرب الخمر فإن كان الإمام أثناء الصلاة بوعيه غير مخمور ، يعلم ما يقول في صلاته ؛ فصلاتك خلفه صحيحة ، والأولى الائتمام بأهل الدين والعدالة إن وجدوا ... والله أعلم
للاستزادة: